سورة غافر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


قوله عز وجل: {ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التنادِ} يعني يوم القيامة، قال أمية بن أبي الصلت:
وبث الخلق فيها إذ دحاها *** فهم سكانها حتى التّنَادِ
سمي بذلك لمناداة بعضهم بعضاً، قاله الحسن.
وفيما ينادي به بعضهم بعضاً قولان:
أحدهما: يا حسرتا، يا ويلتا، يا ثبوراه، قاله ابن جريج.
الثاني: ينادي أهلُ الجنة أهل النار أن {قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً} [الأعراف: 44] الآية.
وينادي أهل النار الجنة {أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللَّه} [الأعراف: 50] قاله قتادة.
وكان الكلبي يقرؤها: يوم التنادّ، مشدودة، أي يوم الفرار، قال يندّون كما يندّ البعير. وقد جاء في الحديث أن للناس جولة يوم القيامة يندون يطلبون أنهم يجدون مفراً ثم تلا هذه الآية.
{يوم تولون مدبرين} فيه وجهان:
أحدهما: مدبرين في انطلاقهم إلى النار، قاله قتادة.
الثاني: مدبرين في فِرارهم من النار حتى يقذفوا فيها، قاله السدي.
{ما لكم من الله من عاصم} فيه وجهان:
أحدهما: من ناصر، قاله قتادة.
الثاني: من مانع، وأصل العصمة المنع، قاله ابن عيسى.
{ومن يضلل الله فما له من هاد} وفي قائل هذا قولان:
أحدهما: أن موسى هو القائل له.
الثاني: أنه من قول مؤمن آلِ فرعون.
قوله عز وجل: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} فيه قولان:
أحدهما: أن يوسف بن يعقوب، بعثه الله رسولاً إلى القبط بعد موت الملك من قبل موسى بالبينات. قال ابن جريج: هي الرؤيا.
الثاني: ما حكاه النقاش عن الضحاك أن الله بعث اليهم رسولاً من الجن يقال له يوسف.


قوله عز وجل: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: يعني مجلساً، قاله الحسن.
الثاني: قصراً، قاله السدي.
الثالث: أنه الآجر ومعناه أوقد لي على الطين حتى يصير آجراً، قاله سعيد بن جبير.
الرابع: أنه البناء المبني بالآجر، وكانوا يكرهون أن يبنوا بالآجر ويجعلوه في القبر، قاله إبراهيم.
{لعلّي أبلغ الأسباب} يحتمل وجهين:
أحدهما: ما يسبب إلى فعل مرادي.
الثاني: ما أتوصل به إلى علم ما غاب عني، ثم بين مراده فقال:
{أسباب السموات} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: طرق السموات، قاله أبو صالح.
الثاني: أبواب السموات، قاله السدي والأخفش، وأنشد قول الشاعر:
ومن هاب أسباب المنايا يَنَلنه *** ولو نال أسباب السماء بِسلَّمِ
الثالث: ما بين السموات، حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
{فأطَّلعَ إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً} فيه قولان:
أحدهما: أنه غلبه الجهل على قول هذا أو تصوره.
الثاني: أنه قاله تمويهاً على قومه مع علمه باستحالته، قاله الحسن.
{وما كَيْدُ فرعون إلا في تبابٍ} فيه وجهان:
أحدهما: في خسران قاله ابن عباس.
الثاني: في ضلال، قاله قتادة.
وفيه وجهان:
أحدهما: في الدنيا لما أطلعه الله عليه من هلاكه.
الثاني: في الآخرة لمصيره إلى النار، قاله الكلبي.


قوله عز وجل: {لا جَرَمَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه: لا بد، قاله المفضل.
الثاني: معناه: لقد حق واستحق، قاله المبرد.
الثالث: أنه لا يكون إلا جواباً كقول القائل: فعلوا كذا، فيقول المجيب: لا جرم انهم سيندمون، قاله الخليل.
{أن ما تدعونني إليه} أي من عبادة ما تعبدون من دون الله.
{ليس له دعوةٌ في الدنيا ولا في الآخرة} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: لا يستجيب لأحد في الدنيا ولا في الآخرة، قاله السدي.
الثاني: لا ينفع ولا يضر في الدنيا ولا في الآخرة، قاله قتادة.
الثالث: ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة، قاله الكلبي.
{وأن مردنا إلى الله} أي مرجعنا بعد الموت إلى الله ليجازينا على أفعالنا.
{وأن المسرفين هم أصحاب النار} فيهم قولان:
أحدهما: يعني المشركين، قاله قتادة.
الثاني: يعني السفاكين للدماء بغير حق، قاله الشعبي، وقال مجاهد: سمى الله القتل سرفاً.
قوله عز وجل: {فستذكرون ما أقول لكم} فيه قولان:
أحدهما: يعني في الآخرة، قاله ابن زيد.
الثاني: عند نزول العذاب بهم، قاله النقاش.
{وأفوّض أمري إلى الله} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه: وأسلم أمري إلى الله، قاله ابن عيسى.
الثاني: أشهد عليكم الله، قاله ابن بحر.
الثالث: أتوكل على الله، قاله يحيى بن سلام.
{إن الله بصير بالعباد} فيه وجهان:
أحدهما: بأعمال العباد.
الثاني: بمصير العباد.
وفي قائل هذا قولان:
أحدهما: أنه من قول موسى.
الثاني: من قول مؤمن آل فرعون، فعلى هذا يصير بهذا القول مظهراً لإيمانه. قوله عز وجل: {فوقاه الله سيئات ما مكروا} فيه قولان:
أحدهما: أن موسى وقاه الله سيئات ما مكروا، فعلى هذا فيه قولان:
أحدهما: أن مؤمن آل فرعون نجاه الله مع موسى حتى عبر البحر واغرق الله فرعون، قاله قتادة، وقيل إن آل فرعون هو فرعون وحده ومنه قول أراكة الثقفي:
لا تبك ميتاً بعد موت أحبةٍ *** عليّ وعباس وآل أبي بكر
يريد أبا بكر.
الثاني: أن مؤمن آل فرعون خرج من عنده هارباً إلى جبل يصلي فيه، فأرسل في طلبه، فجاء الرسل وهو في صلاته وقد ذبت عنه السباع والوحوش أن يصلوا إليه، فعادوا إلى فرعون فأخبروه فقتلهم فهو معنى قوله {فوقاه الله سيئات ما مكروا}.
{وحاق بآل فرعون سوء العذاب} فيه وجهان:
أحدهما: أنهم قومه، وسوء العذاب هو الغرق، قاله الضحاك.
الثاني: رسله الذين قتلهم، وسوء العذاب هو القتل.
قوله عز وجل: {النار يعرضون عليها غُدُوّاً وعشيّاً} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه يعرض عليهم مقاعدهم من النار غدوة وعشية، فيقال: لآلِ فرعون هذه منازلكم، توبيخاً، قاله قتادة.
الثاني: أن أرواحهم في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح فذلك عرضها، قاله ابن مسعود.
الثالث: أنهم يعذبون بالنار في قبرهم غدواً وعشياً، وهذا لآل فرعون خصوصاً. قال مجاهد: ما كانت الدنيا.
{ويوم تقولم الساعةُ} وقيامها وجود صفتها على استقامة، ومنه قيام السوق وهو حضور أهلها على استقامة في وقت العادة.
{أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} لأن عذاب جهنم مُخْتَلِف. وجعل الفراء في الكلام تقديماً وتأخيراً وتقديره: ادخلوا آل فرعون أشد العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشياً، وهو خلاف ما ذهب إليه غيره من انتظام الكلام على سياقه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6